اول ما اترحلت لسجن استقبال طرة دخلت الايراد كان معايا ناس بقالهم فترة كبيرة بالشهور موجودين في الايراد والمعروف في السجون ان فترة الايراد ١١ يوم وبعد كدة يتسكن في زنزانة علشان يقضي فيها فترته في السجن ويعاشر ناس ويكون عنده اصحاب يشاركوه كل حاجة
كان معايا شاب ملتزم متهم في قضية انصار بيت المقدس وكان معايا جنائيين متهمين في قضايا كبيرة بس شكلهم مش بتاع الكلام ده كلهم بيشربوا سجاير وافكارهم عادية زي اي حد بنشوفه في الشارع قعدت معاهم واحد وعشرين يوم عرفت فيهم كل حاجة عنهم كانوا بيحكولي ايه اللي وصلهم لهنا وازاي الإسلاميين بيكرهوهم ومحدش بيسأل عنهم غير بنظرة انا بعطف عليك وخلاص بس ابعد عني انت بتدخن وبتشتم وعامل وشم على ذراعك وبترغي كتير في حكاياتك البائسة ومبتصليش وبتضرب برشام ومخدرات وفشلك انك تعمل حاجة في حياتك بس الحقيقة غير كدة انا شوفت الناس دي اول ما حاولت تتغير وتفهم عايشين ليه وبيحلموا ازاي وبيحلموا اصلا بعد كمية الكره اللي كانوا بيعانوا منها بره السجن من الناس والشرطة والظروف وكرههم لحياتهم بانهم يلجأوا لكل حاجة سلبية علشان مشافوش غير كدة بس فيه منهم اللي بيحاول لسه يفهم انه انسان لكن احنا محاولناش نفهمهم وسايبنهم بالشهور منبوذين في مكان معزول
كلنا بنغلط كلنا لينا عيوب بس بنحب نشوف عيوب الناس ونحاكمهم بتصرفاتنا انا استحملت مواقف سخيفة من جنائيين كتير بس فيه ناس منهم ساعدتني وقت ما زمايلي السياسيين باعوني ورموني في زنزانة مع ناس في الاول كنت شايف انهم مش شبهي بس بعد ما عاشرتهم اكتشفت انهم اللي بيعانوا من السجن ومن السجان ومن زمايلهم ومن الشارع برة ومن كمية الناس اللي بتبعد عنهم والسنين اللي بيعيشوها في مساحات اقل بكتير من السياسي بيعيش فيها
العنصرية موجودة جوة السجون بين السياسيين الاسلاميين وبين المساجين الجنائيين
قعدت في الايراد ٢١ يوم كل يوم بحاول ابعت للمسير السياسي اني تعبان ومحتاج علاج من العيادة ولازم اتسكن علشان حد ياخد باله مني ، كانوا بيسمعوني بس خافوا احسن اكون بأذي حد وشافني بشرب سيجارة وسالني لو بصلي ولا لا وايه قضيتي ولما عرفوا اني مش منهم ومش اسلامي سابوني وكنت عامل حسابي ومخبي جزء من العلاج للطواريء واستحملت لحد ما حاولوا يسكنوني رفضت وكنت متضايق جدا اني همشي وهسيب اصحابي الحقيقيين دول مع اني مشوفتش الشمس بقالي فترة وهموت واشوف الشمس بس كان حبي ليهم اقوى من المتعة دي بس القرار مكنش بايدي
اخدوني واتسكنت في زنزانة ٨/٤ كانوا بيسموها اوسخ زنزانة في السجن او الخرابة او زنزانة المرشدين او اي كلمة ممكن تنقال على اوسخ زنزانة في السجن
دخلت الزنزانة لقيت شباب منهم اللي كان بيمسح عربيات في الشارع واتمسك واللي عمل مشكلة في السجن وجابوه هنا واللي عنده مشكلة او عيب خلقي كانوا بيحطوه هنا بس انا مشوفتش كل ده مع انه اتقال ليا وبقيت واحد محطوط في اصعب مكان واكتر مكان منبوذ في السجن علشان معملتش حاجة غير اني في يوم من الايام سلمت نفسي في قضية تظاهر قديمة من ٢٠١٤ !
عشت في الزنزانة دي شهرين عرفت فيهم ( حسن ) شاب عنده تقريبا ٣٠ سنة لكن عقلة اصغر من عيل عنده خمس سنين محكوم عليه في قضية احداث مجلس الوزراء بالسجن المؤبد
كانت مهمته الوحيدة في السجن يصحى الصبح بدري والشاويش يفتحله الباب علشان يلم كل اكياس الزبالة في العنبر كله ويجمعها في مكان لحد ما عربية الزبالة تستلمها وباقي اليوم كان بيشيل شنط الزيارات بتاعت المساجين علشان في اخر اليوم يكون معاه علبة سجاير وكيس شيبسي او شيكولاتة بس بعد ثلاث سنين عايش كل يوم بيتعامل بالشكل ده وبالاهانة دي اخد برائة وخرج من السجن اول ما سمع الخبر لف على كل الزنازين وسلم عليهم وبيعيط انه هيسيبهم ويمشي
وفي سجن رقم ١ وادي النطرون دخلت ايراد الجنائي علشان واتعاملت في التشريفة اني جنائي قلعوني وشتموني وبهدلوني زي الجنائي بالضبط علشان مكتوب في اوراقي التهم استعراض قوة وتظاهر مخدوش بالهم من كلمة تظاهر او محدش خد باله عموما مين ده
دخلت ايراد مساحته تاخذ ٣٤مرتاحين بحسب لائحة السجن بس انا كنت رقم ٦٥ وكان فيه بعدي ناس جاية من سجون كانت مساحتي بحجم كف الايد مضموم حقيقي كنا بنبدل علشان نعرف نقعد او ننام انا كنت باخد علاج سخيف فيه منوم اسمه كلوزابكس كان بيخليني انام كتير جدا كنت بنام والناس ماشية فوقي وقاعدة فوقي ونايمة فوقي مكنتش حاسس اني فعلا بني ادم مغلطش كنت شايف اني استاهل ده
كانوا بيخلوني انام وياخذوا كل الادوية اللي معايا علشان يعملوا بيها دماغ ينسوا عايشين ليه وهدومي كلها خدوها مكنتش زعلان من ده كلهم تعبانين زيي لحد ما في اليوم ال ثامن تعبت جدا وجاتلي حمة شديدة وكنت بموت مفيش علاج جسمي رافض كل حاجة ومتشنج جامد في وضع جنين كلهم عملولي كمادات وفضولي مساحة كبيرة وسلقولي فرخة اشتروها من الكانتين علشاني وخبطوا علي الباب بعنف علشان يستأذنوا يخلوني اقعد تحت الشمس شوية وكل ليلة حد بيسهر عليا وفيه واحد قلع كل هدومه ولبسهالي علشان اخف وكانوا بيصلوا علشاني لما ادارة السجن عرفوا حالتي قرروا يسكنوني في زنزانة واتعالج طلعت كنت مكتئب اني سبت الناس دي ومكملتش معاهم كنت تعبان ومريض بالجرب من المكان زيهم كلهم بقيت شهرين عيان مبعرفش انام من الهرش والالم والدم وقله العلاج لحد ما جاتلي زيارة من اهلي وسمحولي بدخول العلاج بقيت احسن وبتعافي
الصورة رسمتها في زنزانة ٨/٤ سجن استقبال طرة لخيال حسن صديقي الطفل الكبير وكان نفسي لما يخرج واخرج الصورة دي تتباع باسمه وفلوسها يعمل بيها حاجة في حياته بس معرفش عنه حاجة ولا يوم هعرف اوصل ليه زي لوحات كتير محرج اقول فيها الكلام ده علشان عيشتي وافكاري مختلفة عن الواقع اللي بصراحة وحش اوي وكله اتهامات بحاجات انا معرفتهاش