من يوم ما خرجت من السجن وانا بجازف علشان اعرف اتعامل مع الروتين اليومي واتعامل كشخص معاه كل الاوراق اللي بتثبت للدولة انه واحد عايز يعمل مستقبل وماشي جنب الحيطة زي ما هما عاوزين وبدأت اروح المحاكم علشان اطلع اوراق تثبت اني خلصت كل القضايا اللي عليا اللي بدأت فعليا انكرها وانكر انها شرف وفخر لاي حد اتحبس قي قضايا من النوعية دي عشان اعرف اخرج من البلد دي بسلام عشان مشوفتش فيها غير هموم الدنيا كلها ونفسي اني احس بطعم الحرية اللي كلكم حاسين بيها
من شهر سبتمبر اللي فات وانا خايف اخرج من البيت بسبب حادثة حصلت معايا وانا رايح اسهر مع صحابي بعد 12 بالليل كنت راكب تاكسي ومعايا شهادات اصلية ومختومة بتثبت اني شخص خلص كل اللي عليه وماشي سليم واللي يعرفني كويس فاهم اد ايه اني واحد بيحب يكون مظهره لطيف وبخاف اعمل اي مشاكل من اي نوع ، وقفوني في كمين على الكورنيش وكشفوا علي بطاقتي زي ناس كتير وقفوهم ولقو 3 قضايا قولتله اني معايا الشهادات بتاعتهم اخدهم وقالي هنشوف الموضوع ده في القسم لما اكتشفو اني واحد شكله مريب حبتين بالنسبة لثلاثة قضايا سياسة كبار فجأة لقيت الضابط بيأمر المخبرين يكلبشوني في البوكس ولما حاولت اسال عن السبب قالي اني مطلوب في امن الدولة بقيت افكر طب انا فعلا عملت حاجة وقعت في هستريا عياط قدام كل اللي واقفين في الكمين مش لسبب اكتر من اني حسيت بظلم كل واحد اتاخد ومش فاهم ليه وحسيت اني مش هشوف الشمس تاني وكل اما احاول اتماسك نفسي علشان محدش يشوفني ضعيف اعيط اكتر لدرجة ان الشاويش كان هيعيط من الموقف والظابط اد ايه فخور بنفسه وبيضحك وهو واخد حد وبيعيط قدامه وقدام كل الناس
قعدت في البوكس لحد 6 الصبح وبعدين اتحركنا لقسم مصر القديمة وهناك كل اللي اتمسكو معايا خرجو ماعدا انا قولت خلاص كدة فعلا مش هشوف شمس ولما حاولت اتكلم مع الضابط اني فعلا معنديش مشكله مع حد قالي شايف كل الناس دي لو مسكتش هخليهم ينيكوك كلهم واحد واحد فا سكت خالص واخدوني في ممر ضيق كلبشوني متعلق في علبة كبيرة اللي فيها خراطيم المطافي مش عارف اقعد ولا اقوم من كتر الوجع والعياط عشان قافلين الكلابشات على ايدي واتجرحت ومانعين اي حد يقرب مني ولا حتى يجيبولي مياه اشربها حتى وكل الظباط تيجي تشتمني من غير اسباب ولا يعرفو اي حاجة غير بس اني سياسي وجالي نفس الظابط وحاولت تاني اتكلم معاه قالي هخليهم ينيكوك لو مسكتش ياخول وسابني ومشي، بقيت قاعد في ممر قدامي كاميرا في نهايته بيشوفها رئيس المباحث وطول الفترة اللي اتحجزت فيها كل حاجة بقت ضلمة وفقدت الاحساس بنعمة الحياة وطلعتلي امراض في ايدي وشعر ذقتي معظمه وقع وبقى عندي حفر فاضية في وشي من كتر الخوف الناس دي هتعمل معايا ايه وبقيت استعد للسجن والتعذيب وكل مشهد شوفته وكل مشهد عشته ايام السجن عدى على بالي والمرة دي اصعب لاني فعلا معرفش ايه اللي بيحصل خالص وكانت حياتي ماشية كويس جدا ومكنتش حتى بتكلم في اي حاجة تخص البلد ولا بهتم
وبعد 24 ساعة اكتشفو ان الاوراق كانت سليمة وامن الدولة بعت اشارة اني اخرج ولما طلبت الاوراق قالولي طلع غيرها مهتمتش وخرجت بسرعة بقيت اجري لحد ما نفسي اتقطع على الكورنيش من شدة الخوف ولما رجعت البيت قررت اني مش هحاول اخرج تاني ولا بالليل ولا بالنهار علشان ميجيش حد يعمل معايا موقف زي ده تاني ومش هتمرمط في المحاكم تاني ولا هخرج اي اوراق وهقعد لحد ما اموت او انتحر في البيت عشان مهما عملت هفضل بالنسبالهم مجرم ومش هخرج من البلد دي ولازم امر من امن الدولة عشان ياعالم اخرج ولا لا ولحد النهاردة كل يوم بكتئب وبشوف الناس مبسوطة اد ايه وانا مش عارف انبسط واعيش كويس
اللوحة دي رسمتها بعد ما خرجت بفترة قصيرة لوضعي في الوقت ده